منظومة ايرانية تُحدث ثورة في الإدارة الزراعية الذكية
ووفقاً لوكالة آنا للعلوم والتكنولوجيا، كشفت شركة ايرانية عن نظام ريّ كمنصة مبتكرة في مجال "الزراعة القائمة على المعرفة" و"الري الذكي" ويحاول إيجاد الحلول بشكل فعال لخلق مستقبل مستدام في هذا المجال.
تتمحور المهمة الرئيسية لهذا النظام حول تمكين المزارعين من خلال تعزيز ثقافة الزراعة القائمة على المعرفة وتحسين عمليات الري وإدارة الأراضي المزروعة بأفضل شكل ممكن.
وفي الوقت الذي تتزايد فيه الاهتمامات بهذا المجال نظرا لأهمية الزراعة في توفير الأمن الغذائي والحفاظ على الموارد الطبيعية، فإن هذا النظام، باعتباره منصة شاملة وذكية، يمكنه حل العديد من المشاكل والتحديات في هذا المجال وخلق مستقبل أكثر استدامة للزراعة.
في السياق تحدث سهيل تقوی المدير التنفيذي للشركة المعرفية التي صممت هذا النظام المتقدم، عن المكونين الرئيسيين لهذا النظام وقال: يحتوي هذا النظام على جزأين مستقلين، يلعب كل منهما دورًا فريدًا في تحسين العمليات الزراعية. الجزء الأول هو حل برمجي يتضمن تطبيقات الهاتف المحمول والويب.
وباستخدام بيانات الأرصاد الجوية والذكاء الاصطناعي، يقدم هذا القسم الري الأمثل للمزارعين؛ دون الحاجة إلى أي أجهزة أو حساسات بيئية، إلا من خلال الحسابات الدقيقة لكمية ومدة الري المطلوبة.
ولفت مدير الشركة المعرفية إلى القسم الثاني الذي يتضمن حل الأجهزة، وقال: يتم اعتماد هذا الجزء لإنترنت الأشياء الصناعية ويوفر للمزارعين إمكانية التشغيل الآلي الكامل لعمليات الري وإمداد المياه بنقرة واحدة. يمكن تركيب هذا النظام بسهولة على جميع أنواع معدات الري في المزرعة والحديقة والدفيئة والمساحات الخضراء ويجعل عملية الري أكثر كفاءة وبساطة.
وتابع: من أبرز منجزات هذا النظام ومزاياه أنه يعمل على زيادة كفاءة وتوفير استهلاك المياه، ومنع توترات ندرة المياه، وتحسين استهلاك المياه، وعدم الإفراط في الري وغسل الأسمدة، والإدارة المتكاملة للحقول المتناثرة.
ولفت أيضاً إلى تسجيل براءة اختراع لطريقة "الري المنخفض المنظم" في إيران وأمريكا وصرح: تسنح هذه الطريقة الخاصة للمزارعين استخدام خوارزميات الري المنخفض وتقنيات الذكاء الاصطناعي، بناءً على مراحل نمو النبات، وتخصيص احتياجاتهم لميزانية المياه بطريقة تسبب أقل ضرر على جودة وكمية المنتج، وذلك بحيث يمكن لهذه الطريقة توفير كمية كبيرة من الماء وحتى زيادة جودة المنتج.
وقال: اعتمدت هذه الشركة خطوات فعالة في خلق فرص عمل مستدامة بهدف تحسين الإنتاجية الزراعية والتنمية المستدامة في المناطق المحرومة في البلاد.
في هذا الصدد أوضح تقوي: حالياً، يعمل 10 أشخاص بشكل مباشر في هذا المجمع، كما يعملون بشكل غير مباشر مع عدد كبير من المزارعين.
وأردف: طبقت الشركة مشاريع تجريبية في مناطق مختلفة من البلاد، مع التركيز على المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، الذين عادة ما يمتلكون أقل من 10 هكتارات من الأراضي المزروعة. وهذا الإجراء مهم بشكل خاص لتحسين وضع المزارعين ذوي الموارد المحدودة ويمكن أن يحدث تغييرات إيجابية وهامة في حياتهم.
ولفت تقوي ايضا الى النجاحات الأخيرة لهذه الشركة وقال: تم الانتهاء من العديد من المشاريع في محافظة خراسان الجنوبية، كما جرت مفاوضات مع مؤسسة علوي لإطلاق مشاريع في محافظة سمنان لمساعدة المزارعين الذين تغطيهم هذه المؤسسة ، وقد تم تصميم هذه المشاريع بهدف تحسين أنظمة الري وتعزيز سبل عيش المزارعين.
وأوضح ان الهدف الرئيسي لهذه المجموعة في توفير خدمات الري للمزارعين الذين يستفيدون من الدعم الحكومي في شكل شراء مضمون للقمح والمنتجات الأخرى، وقال: في هذا الصدد، يمكن أن يؤدي الوصول إلى الخدمات الحديثة والتقنيات الجديدة إلى زيادة الإنتاج وتحسينه، إذ يجب أن تساعد جودة المنتجات في ضمان الأمن الغذائي للبلاد في نهاية المطاف.